الذهب يرتفع لمستويات قياسية جديدة في ظل موجة شراء غير مسبوقة

الذهب يُسجل رقمًا قياسيًا جديدًا

سجلت أسعار الذهب اليوم الخميس ارتفاعاً تاريخياً، لتقترب من مستوى 4240 دولاراً للأونصة، في خطوة تكرّس موجة صعود قياسية جديدة، مدفوعة بعوامل متعددة أبرزها التوجه نحو الملاذات الآمنة وتصاعد التوقعات بتحوّل في السياسة النقدية للولايات المتحدة.

تأثير السياسة النقدية ومؤشرات الاقتصاد

جاءت تعليقات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، التي أشارت إلى تراجع في مؤشرات سوق العمل، بمثابة المحفّز الرئيسي للمشهد الحالي، حيث عززت توقعات المستثمرين بحدوث تخفيف للسياسة النقدية.

وتشير التقديرات الحالية إلى احتمالات تتجاوز 90% لخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل، مع توقعات بخفض إضافي بحلول ديسمبر.

الإغلاق الحكومي وتداعياته

لا يزال خطر الإغلاق الحكومي المطول في الولايات المتحدة عاملاً ضاغطاً على الاقتصاد، مما يزيد من حدة التوتر في الأسواق العالمية، ويدفع المستثمرين إلى التحوّط عبر الاستثمار في أصول آمنة مثل الذهب.

ضعف الدولار يعزز جاذبية المعدن الأصفر

كما أسهمت التوقعات بتراجع قيمة الدولار في تعزيز مكانة الذهب، حيث أصبح أكثر جاذبية للمشترين حول العالم، لاسيما مع انخفاض تكلفته بالنسبة للعملات الأخرى.

تأثير العوامل الجيوسياسية

من جهة أخرى، لا تزال التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تلقي بظلالها على الأسواق، حيث انتقد مسؤولون أمريكيون مؤخراً تشديد بكين للقيود على صادرات المعادن النادرة، محذرين من تأثير ذلك على سلاسل الإمداد العالمية.

كما أعلن وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت عن احتمال فرض واشنطن قيوداً على صادرات النفط الروسي، أو إطلاق رسوم جمركية على واردات الصين من النفط، وذلك بالتنسيق مع دول منطقة اليورو، مما يضيف عاملاً إضافياً من عدم اليقين على الساحة الاقتصادية العالمية.

توقعات مستقبلية

في ظل هذه العوامل المتشابكة، يبدو المشهد مهيئاً لاستمرار توجه المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن، مع تركيز الأسواق على تطورات الاجتماعات المقبلة للبنك الفيدرالي، والمواقف السياسية والاقتصادية التي قد تدفع المعدن النفيس لمزيد من الصعود في الأسابيع القادمة.