الذهب ينخفض لليوم الرابع على التوالي مع ارتفاع الدولار

إنخفاض الذهب للمرة الرابعة.. ماذا يحدث في الأسواق؟

شهدت أسواق المعادن الثمينة، اليوم الثلاثاء، موجة انخفاض جديدة في أسعار الذهب، هي الرابعة على التوالي، في ظل ظروف اقتصادية متشابكة تتحكم فيها عدة عوامل، أبرزها صعود الدولار الأمريكي وتراجع التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة الأمريكية الشهر المقبل.

 

انعكاسات صعود الدولار

انخفض الذهب الفوري بأكثر من 1%، ليصل سعر الأونصة إلى 4000 دولار، متأثرًا باستقرار مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) عند مستويات مرتفعة بعد قفزة حادة في الجلسة السابقة.

يُذكر أن ارتفاع سعر العملة الخضراء يزيد من تكلفة شراء الذهب بالنسبة لحاملي العملات الأخرى، مما يضع ضغوطًا هبوطية على الطلب والمعدن الأصفر.

 

تأثير بيانات الاقتصاد الأمريكي

أدى التوصل إلى اتفاق لإنهاء أطول إغلاق حكومي في التاريخ الأمريكي إلى لفت الأنظار نحو غياب البيانات الاقتصادية الرسمية خلال تلك الفترة، وهو ما ساهم في تقليص التوقعات بحدوث خفض إضافي لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر.

كما أكدت تصريحات فيليب جيفرسون، نائب رئيس الاحتياطي الفيدرالي، يوم الاثنين، على ضرورة أن تمضي البنوك المركزية قدماً ببطء في أي تخفيضات مستقبلية لأسعار الفائدة، مما دفع الأسواق إلى خفض توقعاتها لحدوث أي تخفيض الشهر المقبل.

 

تراجع توقعات خفض الفائدة

تشير أحدث البيانات إلى تراجع حاد في توقعات خفض أسعار الفائدة الشهر المقبل، حيث انخفضت الاحتمالات من نحو 90% قبل قرار سبتمبر إلى حوالي 42% فقط حالياً.

ويُعد هذا العامل من أبرز المؤثرات السلبية على إقبال المستثمرين على الذهب كأداة استثمارية آمنة.

 

نظرة على البيانات القادمة

يترقب المستثمرون هذا الأسبوع إصدار بيانات اقتصادية أمريكية مهمة، يأتي على رأسها تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر سبتمبر، والمقرر صدوره الخميس المقبل، والذي سيوفر مؤشرات مهمة حول صحة أكبر اقتصاد في العالم، ومن ثم المزيد من الإيضاحات حول سياسات البنك المركزي المستقبلية.

 

عوامل داعمة على المدى المتوسط والطويل

رغم الضغوط الحالية، لا يزال الذهب مدعوماً بعدة عوامل هيكلية، أبرزها:

- عدم اليقين الجيوسياسي.

- المخاوف المتعلقة باستدامة الدين الأمريكي.

- اتجاهات خفض الاعتماد على الدولار في المعاملات الدولية.

- استمرار شراء البنوك المركزية للمعدن الأصفر بوتيرة قوية.

 

المستويات التقنية والاتجاه المستقبلي

من الناحية التقنية، يُلاحظ أن الذهب وصل إلى مستويات دعم رئيسية على المدى القصير، تمثل خط الاتجاه الصاعد على الإطار الزمني لأربع ساعات.

وقد يمثل هذا مستوى محورياً، حيث يمكن أن يحفز الشراء مرة أخرى، خاصة في ظل انتظار بيانات اقتصادية جديدة قد تدعم عودة المعدن الأصفر إلى مساره التصاعدي.

 

وفي النهاية، رغم أن العوامل قصيرة الأجل تميل ضد الذهب حالياً، فإن العوامل الهيكلية طويلة الأمد تظل داعمة، مما يجعله يحتفظ بجاذبيته كملاذ آمن في محافظ المستثمر