الذهب يهوي 6% من قمته القياسية، فهل انتهى الصعود أم مجرد تصحيح؟

الذهب يتراجع لكنه يعاود الصعود مرة اخرى

شهدت أسواق الذهب اليوم الأربعاء موجة بيعية حادة خلال التداولات الآسيوية، حيث انخفض سعر الأونصة إلى مستوى 4003 دولار، مُتراجعاً بأكثر من 8% من أعلى مستوى قياسي كان قد سجله في الجلسة السابقة.

هذا الهبوط المفاجئ يأتي كتصحيح قوي بعد مسيرة صاعدة استثنائية للمعدن النفيس، ومن ثم أرتفع الذهب الان بالقرب من مستويات 4130 دولار للأونصة.

لماذا انخفض الذهب؟

يمكن تفسير هذه التراجعات بثلاثة عوامل رئيسية:

1- جني الأرباح:

سارع المتداولون لتحقيق أرباحهم بعد الارتفاعات التاريخية الأخيرة، مما شكل ضغطاً هبوطياً فورياً على السعر.

2- تحسن معنويات السوق:

عادت الشهية للمخاطرة بين المستثمرين مدفوعة بأنباء إيجابية حول جهود تخفيف التوترات التجارية بين العملاقين الاقتصاديين، الولايات المتحدة والصين.

وهذا بدوره يقلل من الطلب على الذهب كملاذ آمن تقليدي.

3- تراجع الطلب الموسمي:

قد شهدت عمليات الشراء الفعلية للمعدن في الهند، التي تعتبر أحد أكبر الأسواق العالمية تراجعاً ملحوظاً بعد انحسار موسم الزفاف والمهرجانات، مما أضعف الدعم الأساسي للذهب.

 

الصورة الأكبر: الأساسيات لا تزال قوية

رغم هذه الموجة البيعية، يظل المشهد العام للذهب إيجابياً إلى حد كبير.

فلا يزال المعدن محافظاً على مكاسبه الهائلة منذ بداية العام، والتي تقترب من 60%، وهذا الصعود المدوي يعود إلى دعامتين أساسيتين:

توقعات السياسة النقدية: لا يزال المستثمرون يراهنون على قيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض آخر لأسعار الفائدة في اجتماعيه المتبقيين هذا العام، وهو العامل الأبرز الذي يدعم الذهب.

بيئة عدم اليقين: لا تزال الأسواق تعوم في محيط من عدم الاستقرار، مما يحافظ على دور الذهب كأصل تحوطي طويل الأمد.

 

توقعات المحللين: تصحيح صحي أم نهاية الاتجاه الصاعد؟

يُرجح العديد من المحللين أن هذا الهبوط ليس سوى تصحيح صحي في مسيرة الذهب الصاعدة.

فبعد تحقيق مكاسب هائلة، كان من المتوقع حدوث موجة بيعية لضبط أوضاع السوق.

وتشير التوقعات إلى أن الذهب قد يستجمع قواه ليعاود الارتفاع مرة أخرى بعد هذا التصحيح القوي.

 

الأنظار الان على بيانات التضخم الأمريكي

يتجه أنظار المستثمرين الآن بشكل كامل نحو تقرير مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي المقرر إصداره يوم الجمعة.

سيبحث السوق عن أي إشارات بين سطور التقرير حول المسار المستقبلي للسياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، والتي ستحدد بشكل كبير الخطوة التالية للذهب، سواء كانت نحو اختراق قمم جديدة أو العودة مرة أخرى للتصحيحات الهابطة.