ارتفاع أسعار الذهب مع تراجع الدولار وإغلاق الحكومة الأمريكية
ارتفعت أسعار الذهب اليوم الخميس لتحلق فوق عتبة 4000 دولار للأونصة، متحديةً بيانات اقتصادية أمريكية قوية، في مشهد قاده تراجع الدولار من ذروته الأخيرة واستمرار أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة، مما يغذي حالة من عدم اليقين بين المستثمرين.
رياح مواتية: الدولار يتراجع والذهب ينتعش
انطلقت المعدن الأصفر بزخم صعودي قوي خلال التداولات الآسيوية، مستفيدًا بشكل رئيسي من تراجع العملة الأمريكية من أعلى مستوى لها في 4 أشهر. فانخفاض الدولار يجعل شراء الذهب أقل تكلفة للمستثمرين الذين يتعاملون بعملات أخرى، مما يفتح الباب أمام مزيد من المكاسب.
تراجع الدولار على الرغم من صدور وظائف قوية
جاءت أحدث البيانات متناقضة مع أداء الذهب، فقد أظهر تقرير ADPللتوظيف في القطاع الخاص الأمريكي، الذي صدر يوم أمس الأربعاء، أداءً أقوى من المتوقع، حيث أضاف أصحاب العمل 42 ألف وظيفة جديدة في أكتوبر، متجاوزةً بذلك توقعات المحللين في البالغة 28 ألف وظيفة.
وعادةً ما تعني قوة سوق العمل تضييق الخناق على مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي)، مما يحد من آمال خفض أسعار الفائدة قريبًا.
وهو ما انعكس على توقعات السوق، حيث تراجعت احتمالية خفض الفائدة في ديسمبر إلى 63%، بعد أن كانت تتجاوز حاجز 90% الأسبوع الماضي.
الإغلاق الحكومي يطغى على كل المؤشرات
إلا أن عاملًا آخر دخل بقوة على المعادلة، مفسرًا صعود الذهب الحالي، فاستمرار الجمود في الكونغرس الأمريكي أدى إلى ما يُعتبر الآن أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد.
هذا الإغلاق الطويل أجبر المستثمرين ومحافظي البنك المركزي على الاعتماد بشكل شبه كامل على مؤشرات القطاع الخاص في تقييمهم لصحة الاقتصاد، وسط غياب للبيانات الرسمية.
هذا الوضع من عدم الاستقرار السياسي والغموض الاقتصادي دفع المستثمرين إلى الاحتماء بالذهب، الذي يُعد الملاذ الآمن التقليدي في أوقات الأزمات وعدم اليقين، متغاضين عن قوة مؤشرات التوظيف.
يُذكر أن الذهب، كأصل لا يدر عائدًا دوريًا، يميل إلى الأداء الجيد في بيئات انخفاض أسعار الفائدة، حيث تنخفض تكلفة الفرصة البديلة لامتلاكه.
يذكر ان الاهداف المتوقعة على الذهب خلال الفترة القادمة قد تمتد الى مستويات 4100 دولار ثم 4200 دولار للأونصة.
