الذهب يتحدى الجميع وطموحات جديدة نحو 3600 دولار بدعم من عدم اليقين

الذهب يتجه نحو أعلى مستوى له على الإطلاق

تتجه أسعار الذهب صعودًا بشكل حاد، لتقترب من اختراق حاجز نفسي مهم، متجهة إلى تسجيل أعلى مستوى قياسي جديد على الإطلاق، في ظل بيئة اقتصادية عالمية تتسم بالكثير من الغموض وتباين التوقعات.

الصعود نحو القمة

ارتفعت أسعار الذهب اليوم الاثنين لتلامس مستوى 3489 دولارًا للأونصة، في خطوة جريئة تقربها من اختراق قمتها التاريخية السابقة عند 3500 دولار، على الرغم من عمل بعض التصحيحات الهابطة الان.

ويبدو المشهد الفني والعوامل الأساسية الداعمة مهيأة لاستكمال هذا المسار التصاعدي، وأي تراجع تصحيحي للذهب سيكون فرصة جيدة لبناء مراكز شرائية، حيث يتوقع المحللون أن تتماسك الأسعار عند هذه المستويات المرتفعة قبل أن تعاود الصعود مرة أخرى نحو هدف جديد عند 3600 دولار للأونصة بنهاية العام الجاري.

 

محركات الصعود الأساسية:

يدفع المعدن النفيس إلى الأمام عاملان رئيسيان:

- عدم اليقين التجاري:

لا تزال المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تمثل لغزًا كبيرًا للمستثمرين، مما يدفعهم إلى البحث عن ملاذ آمن يحافظ على القيمة مثل الذهب.

- توقعات السياسة النقدية:

جاءت بيانات التضخم الأمريكية الأسبوع الماضي معززة للتوقعات بخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) لأسعار الفائدة لاحقًا هذا الشهر، وهو ما يقلل من تكلفة الاحتفاظ بالذهب الذي لا يدر عائدا.

 

تعقيدات المشهد السياسي والقضائي:

يضيف المشهد السياسي في واشنطن طبقات أخرى من التعقيد:

- مستقبل السياسة النقدية:

لا يزال مصير ليزا كوك، إحدى حكام مجلس الاحتياطي الفيدرالي، معلقًا بعد جلسة الاستماع الخاصة بإقالتها، مما يخلق بعض الغموض حول توجهات البنك المركزي المستقبلية.

- الرسوم الجمركية ومستقبلها:

في تطور مهم، قضت محكمة اتحادية استئنافية بأن الرسوم الجمركية العالمية التي فرضها الرئيس السابق ترامب قد تم فرضها بشكل غير قانوني، مؤيدة حكمًا سابقًا لمحكمة التجارة الدولية.

ومع ذلك، سمحت المحكمة باستمرار فرض هذه الرسوم حتى منتصف أكتوبر القادم، لإدارة بايدن مهلة للاستئناف أمام المحكمة العليا، مما يطيل من أمد حالة عدم اليقين.

 

نظرة على المستقبل:

يشير المحللون إلى أن اختراق الذهب لمستويات قياسية جديدة يتطلب محفزًا قويًا، قد يكون عبارة عن تفاقم المفاوضات التجارية أو بيانات اقتصادية أمريكية ضعيفة تدعم بشكل أكبر اتجاه الفيدرالي نحو التيسير النقدي.

وستكون بؤرة التركيز هذا الأسبوع على حزمة من بيانات سوق العمل الأمريكية، بما في ذلك فرص العمل، ومؤشر (ADP) للتوظيف، وتقرير الوظائف غير الزراعية (NFP)، والتي ستكون محكًا حقيقيًا لقوة الاقتصاد الأمريكي وستؤثر بشكل مباشر على قرارات الفيدرالي ومن ثم على أسعار الذهب.

 

وفي النهاية، يبدو الذهب في مسار صاعد قوي، يدعمه بيئة من التخفيضات المحتملة للفائدة وغياب الوضوح في المشهد التجاري العالمي، مما يجعله الملاذ المفضل للمستثمرين الباحثين عن الأمان.

 

وهنا ذكرنا التحليل الأسبوعي للمعادن

التحليل الأسبوعي للذهب