الذهب يواصل مكاسبه وسط مخاوف من اضطرابات التجارة العالمية

الذهب يواصل مكاسبه محققًا قمة تاريخية جديدة

ينما كان أنظار العالم تتجه نحو تطورات الأزمة في غزة، كان الذهب يكتب فصلًا جديدًا من تاريخه في الأسواق المالية، محققًا مستويات قياسية مدفوعًا بعودة المخاوف الجيوسياسية والتجارية التي تدفع المستثمرين نحو الملاذ الآمن التقليدي.

الذهب يسجل أرقامًا قياسية

واصل الذهب مكاسبه خلال تداولات الجلسة الآسيوية اليوم الاثنين، حيث أرتفع سعر الذهب اليوم محققًا أعلى مستوياتة التاريخية عند رقم قياسي جديد 4078 دولار للاونصة.

ولم يكن الذهب وحده المتصاعد، فقد قفزت الفضة اليوم بأكثر من 3% لتصل إلى ذروة تاريخية جديدة عند 51.68 دولار للأونصة .

المحركات الأساسية للارتفاع

يدفع هذا الصعود المذهل للذهب مزيج من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية التي تزيد من جاذبيته كملاذ آمن:

- تجدد التوترات التجارية:

هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على البضائع الصينية، مما أعاد إشعال مخاوف اضطرابات التجارة العالمية .

وردًا على ذلك، دافعت الصين عن القيود التي فرضتها على صادرات المعادن النادرة، وحذرت من أنها تستعد لإجراءات مماثلة لمواجهة أي رسوم جمركية أمريكية جديدة.

- توقعات خفض أسعار الفائدة:

تتجه توقعات الأسواق بشكل شبه مؤكد نحو توقع خفض الفائدة الأمريكية بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعي أكتوبر وديسمبر المقبلين، وذلك وفقًا لأداة فيد ووتش، يؤدي انخفاض العائد من الأصول ذات العائد مثل السندات إلى زيادة جاذبية الذهب الذي لا يدر عوائد.

- الشراء المؤسسي القوي:

تشير التقارير إلى أن صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب سجلت تدفقات قياسية بلغت حوالي 228 طنًا في الربع الثالث من هذا العام، حيث أن الشراء المكثف من قبل البنوك المركزية يظل داعمًا قويًا للأسعار .

- إستمرار إغلاق الحكومة الأمريكية:

ومما زاد من توتر السوق هو استمرار اغلاق الحكومة الامريكية لأسبوع آخر، مما ترك الأسواق دون العديد من المؤشرات الاقتصادية الرئيسية اللازمة لتقييم صحة الاقتصاد.ا

نظرة على المستقبل

في ضوء هذه العوامل، يبدو المشهد الإيجابي للذهب معززًا في المدى المتوسط. فقد رفع بنك جولدمان ساكس توقعاته لسعر الذهب لعام 2026 من 4300 إلى 4900 دولار للأونصة.

ويظل المعدن الأصفر الخيار المفضل للتحوط ضد مخاطر التضخم وارتفاع الديون الحكومية وتراجع الثقة بالسياسات النقدية .

وهكذا، بينما تهدأ عاصفة الحرب في غزة، تتهيأ الأسواق المالية لاستقبال عاصفة أخرى من التقلبات، يكون الذهب فيها الملاذ والوجهة.

حيث صرّح ترامب يوم الأحد بأن حرب غزة قد انتهت، وذلك بالتزامن مع توجهه إلى أراضينا المحتلة في زيارة قصيرة إلى تل أبيب، قبيل توجهه إلى مصر لحضور قمة شرم الشيخ.