ما المتوقع للذهب وسط تراجع المخاطر الجيوسياسية
تراجع سعر الذهب اليوم الخميس ليسجل حوالي 4005 دولارًا للأونصة، مع بداية تداولات اليوم الخميس، منهيًا ارتفاعه القياسي وسط عمليات جني أرباح محتملة ومؤشرات على انحسار المخاطر الجيوسياسية، وهذا بعد أن كان قد لامس مستوى قياسيًا جديدًا أمس عند 4059 دولارًا .
هذا التراجع يأتي في أعقاب إعلان اتفاق بين الكيان المحتمل والمقاومة على المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مما أضعف جانبًا من الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن .
ومع ذلك، يظل الزخم الصعودي للمعدن قويًا في المدى المتوسط، مدعومًا بعدم اليقين الاقتصادي العالمي وتوقعات باستمرار البنك المركزي الأمريكي في خفض أسعار الفائدة، حيث يتوقع المستثمرون خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس في كل من اجتماعات أكتوبر وديسمبر.
تفاصيل الحركة السعرية
شهدت تعاملات اليوم الخميس تراجعًا طفيفًا في أسعار الذهب، بعد سلسلة من المكاسب القياسية التي قادته لتخطي حاجز 4000 دولار لأول مرة في التاريخ .
السعر الفوري للذهب: انخفض بنسبة 0.4% ليصل إلى 4020.99 دولارًا للأونصة .
العقود الآجلة الأمريكية: تراجعت عقود الذهب الآجلة لشهر ديسمبر بنسبة 0.7% إلى 4040.70 دولارًا .
مستويات قياسية: يأتي هذا التراجع بعد أن سجل المعدن أعلى مستوى له على الإطلاق يوم الأربعاء عند 4059.05 دولارًا للأونصة.
محركات السوق المتضاربة
1- إنحسار التوترات الجيوسياسية وجني الأرباح
يمثل الاتفاق المبدئي بين الكيان وحماس عاملاً مساهمًا في الضغط على أسعار الذهب، حيث يقلل من حدة المخاطر الجيوسياسية التي كانت تدعم الطلب على الملاذات الآمنة.
ويبدو أن المستثمرين استغلوا هذه المناسبة لجني الأرباح بعد الوصول إلى مستوى قياسي جديد.
وهذا يؤكد أن الحركة الحالية هي تصحيح فني في إطار اتجاه صاعد رئيسي.
2- سياسة الفيدرالي والتوقعات بخفض الفائدة
كشفت محاضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في 16-17 سبتمبر عن إجماع واسع بين أعضاء اللجنة على أن مخاطر تدهور سوق العمل مرتفعة، مما يستدعي خفضًا محتملاً لأسعار الفائدة .
وتتوقع الأسواق المالية حاليًا:
- خفض في أكتوبر: بنسبة احتمال تبلغ 94% .
- خفض آخر في ديسمبر: بنسبة احتمال 79% .
يُعد الذهب، كأصل لا يدر عوائد، من أكبر المستفيدين من بيئة انخفاض أسعار الفائدة، التي تقلل من تكلفة حمل المعدن الثمين.
3- عوامل أخرى داعمة للطلب
رغم التراجع الحالي، فإن الدعامات الهيكلية التي ساندت ارتفاع الذهب بنسبة 54% منذ بداية العام لا تزال قائمة :
- شراء البنوك المركزية: استمرار الشراء القوي من قبل البنوك المركزية العالمية لتنويع احتياطياتها .
- التدفقات على صناديق الاستثمار: زيادة الطلب على الصناديق المتداولة المدعومة بالذهب .
- ضعف الدولار الأمريكي: والذي يجعل الذهب أقل تكلفة لحاملي العملات الأخرى .
- عدم اليقين السياسي: استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي والاضطرابات السياسية في مناطق مثل اليابان وفرنسا.
توقعات المحللين وآفاق السوق
في ظل هذه العوامل المتضاربة، يرى العديد من المحللين أن الأفق لا يزال إيجابيًا للذهب.
فقد قام بنك جولدمان ساكس برفع توقعاته لسعر الذهب في ديسمبر 2026 من 4300 دولار للأونصة إلى 4900 دولار، مستندًا في ذلك إلى التدفقات القوية من صناديق الاستثمار المتداولة في الأسواق الغربية واستمرار شراء البنوك المركزية بقوة.
وفي النهاية نتوقع ان التراجع الحالي في أسعار الذهب قد يمثل استراحة تقنية في مسيرة صعودية طويلة الأمد، وليس نهاية للمسار. فالعوامل الهيكلية الداعمة من سياسة نقدية متوقعة التيسر، وشراء مؤسسي قوي، ومخاوف اقتصادية عالمية، لا تزال قائمة وتشكل حائط صد أمام أي انهيار محتمل.
