إرتفاع الذهب والفضة مدفوعًا بضعف الدولار وتوقعات بيانات الوظائف الأمريكية

الذهب والفضة يقفزان قرب الذروة، فماذا تنتظر الأسواق؟

استقرت أسعار الذهب اليوم الاثنين قرب أعلى مستوى في أكثر من 7 أسابيع، مسجلة ارتفاعًا ملحوظًا مدعومًا بعوامل رئيسية تتمثل في ضعف الدولار الأمريكي وانخفاض عوائد السندات الحكومية الأمريكية.

يأتي هذا الصعود في توقيت حساس، حيث تترقب الأسواق العالمية صدور بيانات الوظائف الأمريكية المؤثرة، والتي قد تحدد الاتجاه القادم للسياسة النقدية وأصول الملاذ الآمن.

 

محركات صعود الذهب نحو مستوى 4344 دولارًا

شهدت تجارة الذهب اليوم حركة قوية، حيث ارتفع السعر الفوري بنسبة 1% ليصل إلى 4344 دولارًا للأونصة، بينما قفزت العقود الآجلة للذهب في البورصات الأمريكية بنسبة 1.1% لتتداول عند 4377.40 دولارًا.

ويعزو المحللون هذا الأداء إلى عاملين متزامنين:

-ضعف مؤشر الدولار الأمريكي: الذي استقر قرب أدنى مستوى له في شهرين، مما يعني انخفاض تكلفة شراء الذهب بالنسبة للمستثمرين الذين يتعاملون بعملات أخرى، وهو ما عزز الطلب الخارجي.

-انخفاض عوائد السندات الأمريكية (العائدات): خاصة عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، حيث تجعل العوائد المنخفضة من الذهب، وهو أصل لا يدر دخلًا، استثمارًا أكثر جاذبية مقارنة بالسندات.

 

توقعات السوق: البيانات الأمريكية وتأثيرها على المعدن الأصفر

جمّع أنظار المتداولين على تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكي المزمع صدوره هذا الأسبوع، وتحديدًا يوم غدًا الثلاثاء.

وتشير التوقعات السوقية إلى أن أي مؤشرات على ضعف سوق العمل الأمريكي قد تدعم بقاء الذهب في مساره الصاعد، وذلك للأسباب التالية:

- إبقاء عوائد السندات محدودة: مما يحافظ على الميزة النسبية للذهب.

- الضغط على الدولار: مما يدعم أسعار الذهب المقومة بالدولار.

- تعزيز توقعات تخفيف السياسة النقدية: حيث يُضعف تقرير الوظائف احتمالات تشديد الاحتياطي الفيدرالي للسياسة النقدية.

 

يأتي هذا في أعقاب قرار الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) الأسبوع الماضي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وسط إشارات على احتمال "توقف مؤقت" بسبب مخاوف التضخم.

ويتوقع المستثمرون حاليًا حدوث خفضين لسعر الفائدة فقط خلال العام المقبل، مما يجعل من تقرير الوظائف القادم محكًا حقيقيًا لهذه التوقعات.

 

الفضة تتألق قرب المستويات القياسية

لم يقتصر الأداء القوي على الذهب وحده، بل امتد ليشمل الفضة، حيث ارتفعت أسعار الفضة اليوم لتصل إلى 63.35 دولارًا للأونصة، وهي تتداول قريبًا من سعرها القياسي التاريخي البالغ 64.65 دولارًا الذي سجلته يوم الجمعة الماضي. ويظهر هذا الأدور القوي للفضة حالة التفاؤل الحذرة والطلب القوي على المعادن الثمينة ككل في البيئة الاقتصادية الحالية.

 

ما التوقعات المستقبلية ؟

في الأوقات التي تنخفض فيها أسعار الفائدة وتضعف فيها ثقة السوق، تزداد جاذبية الأصول غير المدرة للدخل مثل الذهب والفضة.

يعتبر الكثيرون أن الذهب هو ملاذ آمن تقليدي في أوقات عدم اليقين الاقتصادي وتراجع قوة العملات الورقية.

وتشهد أسواق المعادن النفيسة حالة من الصعود مدعومة بمزيج من العوامل الفنية والاقتصادية، بينما يحلق الذهب والفضة على أجنحة ضعف الدولار.

وتبقى بيانات الوظائف الأمريكية القادمة هي المحطة الأهم التي قد تحدد ما إذا كان هذا الاتجاه الصعودي سيواصل قوته أو يشهد بعض التراجع والتصحيح.

 

وفي النهاية يمكنك متابعة التحليل الأسبوعي للمعادن من الرابط التالي

تحليل المعادن