كيف أصبحت عملة رقمية واحدة قادرة على هز وول ستريت

لماذا أصبح تراجع العملات المشفرة مؤشرًا خطيرًا على وول ستريت؟

أصبح سوق العملات المشفرة خلال السنوات الأخيرة جزءًا لا يمكن فصله عن حركة الأسواق المالية التقليدية، خاصة بعد دخول مؤسسات استثمارية وصناديق ضخمة إليه. هذا الاندماج جعل الكريبتو يتحرك مع شهية المخاطرة في وول ستريت، حتى لو كانت الأسباب الظاهرية مختلفة. حين تتراجع العملات المشفرة بعنف، لا يُنظر إليها اليوم كخسارة في سوق منفصل، بل كإشارة على خروج السيولة من الأصول مرتفعة المخاطر ككل. هذا الخروج الجماعي يخلق حالة قلق تمتد إلى سوق الأسهم، خصوصًا أسهم التكنولوجيا التي تعتمد على تدفقات رأسمالية كبيرة. ومع أن الفيدرالي الأميركي بدأ مؤخرًا خفض أسعار الفائدة بعد فترة طويلة من التشديد، إلا أن الأسواق ما زالت حساسة لأي تغير مفاجئ في ثقة المستثمرين. لذلك، أصبح أي هبوط كبير في الكريبتو يُفسَّر كجزء من صورة اقتصادية أوسع، وليس حركة منفصلة.

 

كيف أثّر خفض الفائدة بعد فترة التشديد على أسواق الأسهم والكريبتو؟

الفيدرالي الأميركي كان السبب الأكبر في تغيير اتجاهات الأسواق خلال العامين الماضيين، بعد سلسلة طويلة من الرفع المتتالي للفائدة. ومع بدء الخفض مؤخرًا، زادت التوقعات بأن السيولة قد تعود تدريجيًا إلى الأصول مرتفعة المخاطر، ولكن حالة الحذر ما زالت مسيطرة. المستثمرون يدركون أن الفيدرالي قد يخفض، لكنه ما زال يراقب التضخم وسوق العمل بحساسية شديدة، مما يجعل مسار الفائدة غير مضمون. هذا التردد ينعكس مباشرة على أسواق الأسهم والكريبتو، لأن أي تصريح من الفيدرالي يمكن أن يعيد التقلبات من جديد. ورغم أن خفض الفائدة يعطي دفعة للأسواق، إلا أن آثار التشديد السابق ما زالت قائمة، مما يجعل المستثمرين يتصرفون بحذر تجاه المخاطرة.

لماذا يشكل التزامن بين تراجع الكريبتو والأسهم خطرًا على الاقتصاد العام؟

التراجع المتزامن بين العملات المشفرة وأسهم وول ستريت أصبح مصدر قلق عالمي، لأنه يشير إلى حالة ضعف في ثقة المستثمرين. حين تهبط السوقان معًا، فهذا يعني أن المؤسسات المالية وصناديق التحوط تخفّض تعرضها للأصول الخطرة بالكامل، وليس فئة واحدة فقط. هذا يخلق موجة هلع نفسي تؤدي إلى تسارع البيع، مما يؤثر على الاستقرار المالي. الأخطر أن الأسواق أصبحت مترابطة بشكل كبير، حتى بعد بدء خفض الفائدة، فأي صدمة في قطاع واحد تنتقل فورًا للآخر. وإذا استمر هذا الارتباط القوي، قد يؤدي ذلك إلى انخفاض الاستثمارات، وإبطاء النمو الاقتصادي، وزيادة المخاوف من ركود محتمل. لذلك، يُنظر إلى تراجع الكريبتو الآن كجزء من نظام مالي كامل، وليس سوقًا مستقلاً.